الأحد، 28 ديسمبر 2014

أسرار







الماضي أحيانا هو ككهف " علي بابا " المليء بالأسرار والكنوز ، الأسرار نفسها التي لا نفهمها أو تلك التي لا نتقن فهمها وتلك التي تطويها الأيام دون أن نلقي لها بالاً " حينها " لكن حينما نعود لها في مستقبل ذاك الماضي نجدنا نتحسر على كثيرٍ منها ونتمنى عودتها كي نعيشها بأكثر شعورٍ بالسعادة والقُرب ، قبل عدة أيام وبينا أقلب ألبوم صور العائلة وجدتني أقف كثيراً عند صورةٍ جمعتني بشقيقتي الحبيبة إيمان نتعانق ونضحك بسعادة وكأن شيئاً من الحياة لا يعنينا لقد كنا حينها طفلتين لا نفقه من الحياة سوى اللعب والمرح والسعادة لكن حينما كبرنا وبدأنا نفهم الحياة وجدنا أننا نشق طريقين منفصلين عن بعضنا ، ربما الشخصيتين اختلفتا لكن يبقى شيء من النبض طاغٍ وكل الحب باقٍ ، تهدي لي حدائق حب فأهديها عالماً كاملاً داخلي ، بجانبي هي دائماً وفي كل حالاتي تؤمن بي تشجعني وتدعمني ، انكساراتي أجدها أول شخصٍ يساعدني لتخطيها والنهوض مجدداً أقوى من ذي قبل وأكثر قدرةً على الصمود في وجه كل ألمٍ وحزنٍ وإحباط.


هم الأشخاص الذين أشعر بكل القوة والثقة كي أكمل حياتي وأنجز ما أحب إنجازه بقربهم ، هم الأشخاص الذين يثقون بما أخطط له ، يثقون بي ، يعرفون جيداً من أكون وكيف أريد أن أكون ، هم يحملون لي في قلوبهم كل الحب وعميق التقدير لذاتي ولأني أستحق هذا الحب والتقدير ، هم الذين سأبقى أحبهم وأخلص في مشاعري لهم وعلى ثقة بأنهم لن يغدروا بي ولن يخدعوني ولن يبتعدوا عني مهما دار الزمن وجار وهم " والحمدلله " كثر.



الذكريات تصنع لنا ألماً أو سعادة أو ما بينهما ، الذكريات تجعل في قلوبنا تقديراً للبعض واحتقاراً للبعض الآخر ، تصنع منا أقوياء وأكثر معرفةً بالقلوب والنوايا كي نمضي في الحياة على يقين بأننا لن نضعف ولن نُخدع ، الآن لم أعن أكترث بمن يريد هزمي وكسري لأنه لا يملك ما يستطيع به كسري ، أصبحتُ الآن أكثر قوةً وقدرةً على مواجهة كل قوة وحالات إحباط كي لا أكمل ، أنا أقوى من ذي قبل وسأبقى كذلك طالما بي رمق .


الاثنين، 15 ديسمبر 2014

أنــتِ سعادتي






سأخبركم بأمر ولعله أدعى لأن أبوح به هنا في ثنايا الوجدان قبل السطور .

قلَّبت صفحات حياتي ماضيها إلى حاضرها وفي كل محطةٍ أقف فيها على عتباتٍ من الاحتياج والفقد " أحيانا " مع نشوات الفرح المختلطة برغبة شديدة للبوح .

ذاك الصباح حالما إلتقينا أمسكت حلوتي " فاطمة " بيدي منزويةً لركنها الأثير ، أخبرتني أن لا شيء ولا حتى التفاصيل التافهة ستباعدنا وأن ما بيننا من صلةٍ وعهد هو أقدس وأهم من أن ينتهك، ثم ضمّٓت يديّ طالبة ً ألا أنسى وعدي لها. هي أشياء لا تشترى مهما علت قيمتها وهي أحاسيس من الصعب علينا فهمها أو التخلي عن كينونتها فهي جزء مهم وضروري لإستمرار الحياة وربما نحتاج لنكران الذات أحيانا كي نستطيع عبور تلك المتاهات للوصول للحقيقة - حقيقة من نحب -، يقولون أنه حينما تسيطر عليك الخواطر في شخصٍ ما وتسرف في التفكير فيه ستجده هو ذاته يفكر بك وربما أكثر منك فإن كان يحبك حافظ عليه ولا تدعه ينفرط كما العقد، صارحه وأخبره بما تشعر به تجاهه فلربما لن تلتقيا مجددا - لا قدر الله - وراعِ مشاعره كـوردةٍ بيضاء ندية تعهدها بالعناية والحنو لتجد حصاد ما زرعت جنائن فرح .

ازرع في قلب المحب تلك الورود ودعه يٓعطُرُ بها مأخوذاً بشذاها منتشياً بأثرها في نفسه ، ستجده - وإن غاب عنك زمناً - يعود متلهفاً لك ومشتاقاً للتفاصيل الحلوة التي عاشها معك ولن ينساك لأنك أنت من زرعها في وتينه.



هكذا أنا وغاليتي فاطمة

الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

وطــنُ الـسـعــادة






كثيرةٌ هي اللحظاتِ الحـلـوةِ التي تزورنا وتجعلُ في النفسِ مـزيـداً من أنـاقـةِ الـسـعـادةِ ، كـنـتُ في الماضي أبـحـثُ عـن سـعـادتـي لكن هــاأنــذيِ أجـِـدُهــا فـي قـلـوبِ مـَن يُحـِبُونـي وأُحُــبـِهُـمُ، قـُلُـوُبـُهـمُ وَطَـنٌ كَـبـَيـرٌ ، وَطَنٌ فـَاخـِرٌ ، وَطَنٌ فـَاخـِرٌ ، وَطَـنٌ آمـِنٌ ، وَطَـنٌ الـسَـعَـادَةُ ، أحـتـَاجُ لـِبَـقَـاَئـِي بـِه سِـنِـيِـنَاً بـَلِ الـعُـمـرُ كُـلُـهُ أَفـرَحُ وأَنـعَـمُ بـِأَفـيِـاءِ الـرَّاحـَةِ والأَمـَاَن. 

الـذَيِـنَ لا يَحمِلِوُنَ فـي قُـلـُوِبِـهِـمُ لِي سِوِى الحُبُ ولا يَـحْـقـِدُونَ عَـلـيَّ مـَهْـمَـا بـَدَرَ مِـنِـي هـُـم بـِحَـقٍ مَـن يَـسْـتَـحِـقُـوْنَ وَطَنَ قَــلْـبـِي وجَـمـَالُ حُـبـْي لَـهَـمْ ، سـَأَظَـلُ مُـحْـتـَفـِظـةً بِـبَـقَـاَيـاَ رُوْحٍ طُـفُـوِلَـيَـةٍ وسَــعَـادَةٍ هـِيَ كُلٌ ذَخَــيــِرَتِـي الآن لأبْـقَـى حَـيـَةً ولأعَـيـشَ بـِـسَـلاَمْ. 


الأحد، 7 ديسمبر 2014

نــجـــوى الـغــروب













" تـصـويــرى "



لـحظاتٌ هادئةً تداعب الشعر نسماتُ باردةٌ عليلة تسري في النفس فتحيل أحاسيس الألم والحزن إلى نشوةٍ وفرحة ٍ أمام شاطئ الغروب حيث منظر الشفق الآسر يسافر في النفس لعوالم أخرى لا حدود لها ، كوب قهوةٍ ساخنة تتراقص أبخرتها لتداعب نسماتٍ باردةٍ بين يدي الشتاء القارس ، على شاطئ الغروب ذاته كان أول لقاء بين القلب المضطرب بالحب واللحظات المنسية في ثنايا غروب الشمس بينهما جلستُ متأملةً ، مترقبة ، مستقرة القلب هذه المرة ، هذه المرة فقط .

احتسيتُ قهوتي السمراء وأنا أخط على الرمل الأبيض الدافئ بأصابعي ما كُنتُ أشعر به فوجدتني أخط حروفاً أشبه ما تكون بالمبهمة ، ركبتها لتتشكل منها كلمة " أحــبــك " ابتسمتُ ابتسامةً خفيفة وأنا أتأمل هذه الكلمة الجديدة  " نعم جديدة على مشاعري المرهفة " بها ابتدع الشعراء والكُتاب " الكل " من القصائد والنصوص التي تفسر ماهيتها ، والرسامين ابتدعوا منها أرق اللوحات وأجملها ، جثوتُ على ركبتيًّ واستندتُ بذراعيَّ أتأمل دفء هذه الكلمة على قلبي ، ابتسمتُ أكثر وأنا أرفع رأسي وأنظر للشمس تغرب صابغة الأفق بلونه الأحمر الجميل ، تنهدتُ بعمق مغمضة العينين مبتسمةً أكثر " ليت الزمان يعود يوماً فأخبره بما فُعِلَ بنا ، ليت شمس أيام الطفولة تعود وأستطيع أن أوقف الزمن كي لا يمضي ، ليت ألعاب الطفولة وصروف البراءة تعود كما كانت وأنقى ، ليتني أنسلخ من عالمي الحالي إلى عالمٍ أكثر أنساً وواقعية عالمٌ أستطيع أن أتحكم به وأصوغه كما أشاء لا أن يُصاغ كما يشاء الآخر " تأملت خيوط الشفق وهي تكاد تختفي ليحل الظلام وتتغير الدنيا من حولنا " ظلام الغروب أشبه بظلمة بعض قلوب البشر تلك التي لا تستطيع أن تكون نقية بعيدة عن كل حقدٍ وضغينة ، لا تتسوس بالشرور والكره والشك " نهضتُ وأنا أحمل كوبي وكتابي الأثير رافعةً يدي أودع الشمس التي لم ترني حينها وقلبي يأمل أن يشهد غروباً آخر بمشاعر أجمل وأصفى . 

الخميس، 20 نوفمبر 2014

نــســـيـــان















ربما من طرائف الصُدف أن تتلاطم تلك المشاعر الهائجة كمد البحر وفيضان النهر، يلتقيان لكن لا يختلطان عذوبة ٍ بملوحة ، أدرك جيداً أن أما أقوله قد لا يُحمل على سبيل الجِدًّةِ والقبول ولكن هو شيءٌ بسيط من الأشياء المبهمة داخلي لا أفشيها ولا أعرف لها تفسيراً، هناك بعض القلوب التي أمقتها بشدة ولا أحب حتى ذكرها فهي تُحيل فرحي حزناً ، لا أحاول المرور بهم ولكن ولأنهم كانوا ذات يومٍ في حياتي فمن الطبيعي أن يمروا بخيالي ولو للحظة ، تلك الرغبة المجنونة في أن أتمرد ، أثور ، أحتج على الأسلوب الذي عاملوني به كي أستحق هذا القدر من التجاهل والنفور ، بطبعي لا أهتم لأمر من جرحوني ومضوا إلا أن ألم الذكرى يجعلني أسيرةً لشيءٍ واحدٍ  " النسيان " أنسى حتى نفسي حينما يتعلق الأمر بالانسلاخ من ماضٍ كان جميلاً وانتهى ، لا إرادياً أجدني أغنى بعض ما أحبه وأهوى مشاركته مع من أحب ولأني لا أحب الضرر لهؤلاء الأحباب فإني حينها أضغط على جروحي وأكمل معهم ، أحبهم ، أعتني بهم ، وأبحث عن مختلف الوسائل لراحتهم ، هناك رغبةُ هذه المرة في الصفح والبداية من جديد بلا ألمٍ أو دموعٍ فآمل أن أفلح .



الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

الــذكــريات













لطيفةٌ هي تلك اللحظات التي تجمعنا بالذكريات ، تضحكنا تارة وتبكينا أحياناً فنضمها إلى قلوبنا ونسرح في أبعد البعيد أملاً في عودتها الأكيدة ، نلتقي بأشخاص ما نلبث أن نفارقهم بعد أن شكلوا بنا الجزء الأهم والأغلى دائما.

كثيرةٌ تلك اللحظات التي أعادت بي الحنين لماضٍ جميل جمعني بأناس لا أعتقد أني سأجد مثيلاً لهم ، دراسةً كانت ، أم عملاً ، أم معرفةً مشتركة أم شخصية بهم خبرتُ الحياة وبدأتُ أفهم تصاريفها جيداً ومع ذلك لا زلتُ أحتفظ بجزء من احساس الطفولةِ داخلي ، لا زلتُ أفرح كطفلة وأعيش بأحاسيسي الخاصة جداً بمنأى عن كل ما يعكر صفو نقاء الداخل فلا شيء يستحق أن يصيرني حزينة والدنيا قاسية في نظري لأني سأعيشها كما أحب وكما أخطط .

أستل قلمي في لحظاتي الهادئة وأحارب به أشواقاً في داخلي لا زالت تستعر وأملاً قديماً في عودة ما افتقدته من أمانٍ وحنين و......
حــب .

ابتعدتُ بأنانية عن أكثر شيء أحبه " الكتابة " و " عالمي الأحلى " و " نفحات ذكرى " لكن وعداً مني لهم كلهم أني لن أبتعد مجدداً وسأكون في القرب دائماً وسأضع نجوى قلبي رهينة بين أيديهم علَّهم يصونوا ما لم يصنه البشر في قديمٍ أو حديث.


الــذكــريات













لطيفةٌ هي تلك اللحظات التي تجمعنا بالذكريات ، تضحكنا تارة وتبكينا أحياناً فنضمها إلى قلوبنا ونسرح في أبعد البعيد أملاً في عودتها الأكيدة ، نلتقي بأشخاص ما نلبث أن نفارقهم بعد أن شكلوا بنا الجزء الأهم والأغلى دائما.

كثيرةٌ تلك اللحظات التي أعادت بي الحنين لماضٍ جميل جمعني بأناس لا أعتقد أني سأجد مثيلاً لهم ، دراسةً كانت ، أم عملاً ، أم معرفةً مشتركة أم شخصية بهم خبرتُ الحياة وبدأتُ أفهم تصاريفها جيداً ومع ذلك لا زلتُ أحتفظ بجزء من احساس الطفولةِ داخلي ، لا زلتُ أفرح كطفلة وأعيش بأحاسيسي الخاصة جداً بمنأى عن كل ما يعكر صفو نقاء الداخل فلا شيء يستحق أن يصيرني حزينة والدنيا قاسية في نظري لأني سأعيشها كما أحب وكما أخطط .

أستل قلمي في لحظاتي الهادئة وأحارب به أشواقاً في داخلي لا زالت تستعر وأملاً قديماً في عودة ما افتقدته من أمانٍ وحنين و......
حــب .

ابتعدتُ بأنانية عن أكثر شيء أحبه " الكتابة " و " عالمي الأحلى " و " نفحات ذكرى " لكن وعداً مني لهم كلهم أني لن أبتعد مجدداً وسأكون في القرب دائماً وسأضع نجوى قلبي رهينة بين أيديهم علَّهم يصونوا ما لم يصنه البشر في قديمٍ أو حديث.


الجمعة، 31 أكتوبر 2014

قــلــوبٌ بلا .....











نتعلق في الحياة بأمورٍ نحن على يقين بأنها لن تدوم ونحب أشخاصاً نحن واثقون بأنهم سيرحلون ذات يوم أياً كانت الطريقة ، نتألم على الرغم من أننا نحن من اخترنا ذلك وربما لم نعي بعد سبب هذا الاختيار وبرحيلهم نشعر بأن كل شيء يتبعثر ويضيع ، مؤلم حقاً هذا الشعور حينما يراودنا بسبب من نحبهم نشعر حينها بإحساس أشبه بالفشل ذلك أننا لم نحافظ عليهم كما ينبغي لكن أناسٌ يمضون وآخرون يحلون في القلوب مكانهم لأن قلوبنا كمحطات سفرٍ لا تخلو من متنقلين في تلك الربوع .


من الصعب يقيناً أن ندرك بأن ما من باقين في قلوبنا ساكنيها ولن نقدر على ذلك فأول حالة خذلان نتنازل عن الصمت والتفاهم ونعتبره ضعفاً إن فعلنا ، ذلك صعب وأكبر من أن يجتمله عقل ولا يستوعبه منطق لكن علينا أن نفعل ذلك ونضحي بالسعادة أحياناً لكي نرتاح ، فلنفعل ذلك لأن هذا هو الحل الوحيد لنعثر على السلام .... السلام الداخلي المفقود .


الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

رسالة لم تصل










قد يدعو الأمر للغرابة حينما يتعلق الأمر بمن نحب، صعبٌ على القلب أن يستطيع زرع السعادة في قلوب الذين يسلبون سعادتنا منا... نحبهم ولكن في المقابل علينا أن ندفع ثمن ذلك الكثير الكثير من الألم والحسرة وشيئاً من الندم يقرص قلوبنا فنحزن لكن ذلك يمنحنا درساً وقوةً أكبر لنستمر.

اليوم أدركتُ مبلغ الألم الدفين الذي يحاصرني ، لقد جال في وجداني أن أتخلى عن كل شيء في سبيل  أن أرتاح ، إني نادمةٌ  أشد الندم لأني أحببتُ بصدقٍ ذات يوم ، لقد كُنتُ محقةً في قناعاتي بشأن الحب ، إنها قناعاتٍ تمنحني الطمأنينة والراحة والأ/ان ، لكن الآن أشعر بضميري يتمزق ، ألماً يكاد يقصفني بمدافعه .

الحُب كان إحدى الوسائل كي أخرج من رهبنة المشاعر وأعطي المجال رحباً لقلبي كي يخفق بالسعادة في وجود من أحب ولكن حينما أخرجتُ قلبي من مجال الشعور المطلق ومنعته بعض الشيء شعرتُ بالارتياح لأني استطعتُ حفظ قلبي في مأمنٍ عن الجرح والحزن لا لأني أعني لهم الكثير أو ربما يرون فيَّ نموذج الفتاة المثالية _ كما كان هذا لقبي في المدرسة والحمدلله _  أ, ربما ها أراه في نفسي .

ليس ندماً لو قُلتُ ذات يومٍ لمن أحب أن قلبي بات في معزلٍ عنه ولم يعد يخفق به ، هذه المرة أنا جادةٌ في قراري وسأنفذه وحينما أفعل ذلك _ بإذن الله _ سأكون أكثر طمأنينة ومرحاُ وسيكون ذاك القرار هو الفاصل في حياتي.


اللهفة هي ذاتها ما كُنتُ أتخذه وسيلةَ الدفاع في طفولتي ، إذ يكفيني لهفة الكبار لرعايتي وتدليلي لأحمي بها نفسي ولكن هيهات هيهات ، هيهات أن تبقى هي ذات الوسيلة دائماً حتى في الشباب .، هناك وسائل أكثر فاعليةٍ وتأثير من البكاء في حضرة الكبار ، علينا أن نكبت ذاك الحزن كي نكون أكثر لياقةً وأدباً ، منذ متى والبكاء هو الضعف ؟ أنا حقاً لا أفهم .

ربما علينا أن نصمت في حضرة الكبار ولا نتكلم لأننا حينما نبكي فلن نعود إلا إلى عالم الأطفال وهذا ما نطمح به أحياناً، الآن ودوماً أمنيتي أن أعود لعالمي الجقيقي " عالم الأطفال " فذاك العالم هو انتمائي الحقيقي ... الحقيقي والأبــدي .


الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

حــبــيـــبــتــي







في كل مرةٍ أخلو بها مع نفسي أجدني ابتسم ودموعٌ هادئة تأخذ طريقها على خدي ، أضم يديَّ إلى صدري أحاول تهدئة قلبي الذي ما بات مطمئناً لشيء ، بين الصور أجد ابتسامةً عفويةً وعناقاً دافئاً يجمع قلبين لجسدين ولدا من رحم واحد ورضعا ذات اللبن ، حبُ عميق ، طاهر ، حقيقي ، لطيف جمعهما فأتنهد وأضم تلك الصورة ليكتمل ألمي وشوقي .
لا أعلم ما سيكون عليه حالي إذما فارقتني ، هل سأحتمل ؟ هل سأعتاد ؟ أم هل سأبقى أتألم ؟ ، عشتُ معها ما يقرب الثلاث وعشرين سنة بحلوها ومرها وبجميع ذكرياتها ، أحببتُ بها ومعها كل شيء ورأيتُ الحق بعينيها ، اكتفيتُ عن الناس بها لتعاودني إحساس السعادة بتلك الاطلالة الأثيرة إلى نفسي ، ليتها تعلم مقدار ما أحمله لها في داخلي ! ، ليتها تشعر به !
في كل مرةٍ أضمها أو أقبلها وأخبرها بصدق أني أحبها أجدها تتذمر وتبعدني عنها ، كأنها تقصي قلبي الذي يحبها جداً ، كم أحتاج من الوقت لأعتاد على صدها وجفائها هذا !؟ ، لن أعتاد ولا أريد فكل شيء في كياني يتقطع ألماً لرحيلٍ سيأتي، أبكي وأقاوم دموعي تلك التي أعلم جيداً أنها ستعذبني  لكن أنا موقنة أن أتفه الأسباب تلك التي نغفل عنها تخبئ لنا فرحاً ما كنا نتوقع حصوله .

صغيرتي الحلوة إيمان _ يريحني مناداتك بصغيرتي حيث أتحبب به إليكِ _ هاكِ يدي أمدها لكِ ووتين الحب لازال نابضاً لأجلك ،هاكِ يدي أمسكي بها وامضي معي لـزمنٍ ليس بـزمن ومكان ليس بـمكان ، هو بُعدٌ سادس لكلتينا وحيثما نتوجه نجده يحيطنا ، ضمي يدكِ إلى يدي وابتسمي للدنيا فهي أحلى لو رأيناها كذلك ، لا تحزني فحزنكِ يفَطِّر القلب ألماً لأجلك وكوني على ثقةٍ بأن مهما دار الزمان بنا سأبقى بجانبكِ أدعمكِ وأؤمن بكِ ، ستجديني معكِ كي تكوني في القمة ولن أشعر بالغيرة منكِ فأنتِ شقيقة قلبي التي أحبها وأفتخر بها جداً.
شمساً كنتِ أم قمراً أنتِ عندي سبب كل شيء جميل يحدث لي دائماً وخلف أهم إنجازاتي ، يكفيني أنكِ كنتِ السبب الأهم _ بعد الله وحده _ تغيرتُ به للأفضل ـ ، فمن فتاةٍ منطوية تخشى المحيط وتفضل الانعزال والانكفاء بذاتها عن الاختلاط بـالناس إلى فتاةٍ تؤمن بـالتميز والإنجاز وتسعى له ، فتاةٌ أحبت أن تعطي واعتادت عليه ، فتاةُ تشعر بـمن يمر بـذات ألمها وتسعى لـمساعدته وتغييره ، فتاةٌ تعترف لكِ بـالفضل _ بعد الله _ فيما وصلت إليه.
شكراً يا جميلتي على كل شيء يصنع مني إنسانة سعيدة ، بهية ، مختلفة .
شكراً لأنكِ حبيبتي
شكراً لأنكِ توأمي وشقيقة روحي .
شكراً لأن اسمي ارتبط باسمكِ دائماً .
شكراً على كل انجازٍ أحققه في حياتي كنتِ أنتِ سببه .

أحـــبــــكِ.



الخميس، 9 أكتوبر 2014

عنها أحدثكم









"البدايات أحياناً تحمل لنا بوادر قصصٍ جميلة وعلاقاتٍ ذات أساساتٍ متينة لا تهدمها أي عوامل مهما كانت وقلوبٍ تنبض دوماً بالحب".

تعود بي الذاكرة إلى تلك الزاوية العتيقة ، ذاك المقعد الخشبي القديم ، إلى عبق أول لحظةٍ لي معكِ حينما استوحشتُ ذاك المكان الجديد والمخيف وعلى حين توترٍ مني اقتربتِ ومددتِ يدكِ تصافحيني وعلى ثغركِ ابتسامةٌ لطيفة ، عرفتني بكِ  ببساطةٍ حينما قلتِ : " السلام عليكم .. أنا فاطمة.. أنتِ شسمك ؟ " نظرتُ إليكِ بادئاً بشيء من الخوف أحاول استيعاب أن شخصاً ما اقترب مني لاول مرةٍ في مكانٍ لا أعرف فيه سوى ذاتي ، مددتُ يمناي أصافحكِ وأنا أجيب بنبرةٍ حملت التوتر الهادئ : " وعليكم السلام .. أهلاً فاطمة .. أنا لولو " ابتسمتِ بلطف وأنتِ ترحبين بي وتتخذين مكانكِ بجانبي وبعد صمت يسير بدأنا نتحدث حديثنا الأول. 


فاطمة هي باختصار عنوان الوفاء والحب الصادق النقي ، أحبتني بـصدق وبكل تجرد وعلمتني معنى أن أكون " أنا " مجردةً من كل ألقاب ، تشاركنا الصف ذاته ، الدروس ، الضحك والحزن ، المشاعر ، الاهتمامات ، وحتى التفاصيل الصغيرة التافهة شاركتني بها بكل عفويةٍ وسعادة ، لطالما انتظرتني عند بوابة المدرسة صباح كل يوم حتى أدخلها فتمسك بيدي وتجري بي إلى صفها نتبادل الأخبار والأسرار ، لطالما " مقلبتني " هي و " شلة الأنس " بالذات أثناء دروس الرياضيات  _ حيث أكره وقتها جداً _ الدفاتر الصغيرة حيث نملؤها بـ" نكاتنا " ، " رموزنا الخاصة  " ، " أحلامنا " و " أمانينا" ، أتشارك معكِ إهتماماً مشتركاً لكنه خاصٌ بنا، أتبادل معكِ حب القراءة والأدب وكتابة القصص والروايات البسيطة كـبساطة تفكيرنا، العفوية كـعفوية لحظاتنا، أتبادل معكِ دفتراً صغيراً كُنتِ تكتبين به "خربشاتكِ" ثم تريني إياها فأريكِ ما " خربش " قلمي بكل تلقائية وثقة

مرت تلك الأيام علينا ونحن لا نعلم بأن ألماً خاصاً سيزورنا بعدها، قررت أمي ذات يوم نقلي من المدرسة أنا وشقيقتي فلم أحتمل الحضور وفضَّلتُ الغياب ذاك اليوم لأن لحظات الفراق تؤلمني وتحبس الألم والحزن في داخلي سنيناً ، عادت شقيقتي ذاك اليوم حاملةً معها كتاباً حمل عنوان " غادة طيبة " قدمته لي وأخبرتني حينها أنه هديةٌ منكِ ، روت لي كيف كانت ردة فعلكِ حينما علمتِ بالنبأ وطلبت مني قراءة رسالتكِ المخبأة بين ثنايا الكتاب ، أخذتُ أقلّب صفحاتها بـلهفةٍ علَّي أجدها وفعلاً وجدتُها _ ورقةً مطويةً بعنايةٍ معطرة بعطر أخوتكِ وحبكِ _ فتحتُ الورقة وأخذتُ أقرأ ما فيها بتمعن أتفحص حروفها لأجد فيها ألماً وحزناً لـفراقٍ قريب فبكيتُ وأنا أضم الكتاب وأهمس : " لن نفترق لن نفترق ". 

تمر الأيام عجلى لتكتمل 6 سنواتٍ من الانقطاع وكل ذرةٍ بداخلي تهمس بكِ، تبحث عنكِ ، وتناديكِ فتعودين تلبيةً لندائي ويضحك قلبي معكِ وبكِ مجدداً. 

فــاطــمــة.. 

أنتِ معنى الجمال الحقيقي ، الجمال الداخلي ، الجمال المختلف ، أنتِ مثال الطهر والنقاء ، مثال السعادة التي تتغلغل لأعماقي وتأسرني أيما أسر. 

أنتِ حينما أذكرك أشعر بـنبض الفرح  وسلاماً داخلياً يعمرني. 

أنتِ حينما ألتقيكِ ، أجلس معكِ ، أحادثكِ  أنفصل عن ذاتي التي يعرفها المحيطين بي لأكون ذاتي التي تشكلت معكِ والتي تعرفينها . 
كيف لكِ أن تشكلي هذا الاختلاف بداخلي كي يكون موافقاً ومشابهاً لاختلافكِ؟  هذا الاختلاف الذي أبغيه وأحبه لأنه منكِ وفيكِ

كيف لكِ أن تصيري توأماً لقلبي ترافقين كل نبضةٍ به وتصيرين بلسماً لأوجاعه يا جميلة ؟ 

كيف لي أن أنصهر بكِ حتى لا أعود  " أنا " القديمة التي تعرفينها ؟ 

فـاطــمــة .. 

لا أملك المزيد لأقوله عنكِ ولكِ فـببساطة أنتِ بالنسبة لي " كل الناس " و " أغلى الناس " . 

فـاطـمــة ..

أعــدكِ أن أبـقـى تلك الـوفـيـة الـمُـحـبـة التي عرفتها  ، تلك العفوية البسيطة التي أحببتها ، تلك القوية الحكيمة التي أكتشفتها لاحقاً. 

ستجدينني دائماً معكِ لصيقة بكِ ، لا أفارقكِ ، وسأبقى على العهد دائماً


أحــبـــــكِ جــداً جــداً