السبت، 27 يونيو 2015

تــحــت شــجــرة الــورد





للطبيعة حولي مهرجانها الخاص..

فحفيف الأشجار وتغريد البلابل كانت كالموسيقى الرقيقة وخرير الماء المُنساب فوق حصباء الجدول كانت كالإيقاع المُنعش والتماعة قطرات الندى فوق بتلات الورد وتحت شرائط الشمس الذهبية كانت كالأضواء المتداخلة مع الأنغام العذبة.

كل ما في ذلك المكان يبعث في النفس طرفها الفردوسي الخاص ، اتخذت لي مكاناً تحت تلك الشجرة غزيرة الورد ، جللَّني سواد عبائتي الاُثيرة وحولي توزعت الزهرات الخمس ( نائلة ، سارة ، لمياء ، حنان ، نور ) مَن تلعب مع الأخرى ومنهن من تقلدت طوقاً من الورد في رحلتها الصباحية ، نائلة وحنان كانت رغبتهما شديدة للجلوس وإياي ، عن الطبيعة كان حديثنا ومعها غنت نائلة أهزوجتها اللبنانية العتيقة :
( نسَّم علينا الهوا من مفرق الوادي .... يا هوا دخل الهوا خدني على بلادي 
يا هوا يا هوا ياللي طاير في الهوا يا هل ترى ساء وصورة سلَّم على بلادي ).

نشوة الغناء انتلقت لنا ( أنا وحنان ) فقلنا بمرح :
( ذهبٌ كانت جديلتا الحسناء     معقودةٌ بلفائف الحرير 
خامرت عيون العاشقين فأقسمت   أن لا مكان يحتوي المخمور )

نور 
سارة 
لمياء 

كان حظهن من الاستمتاع أكبر ، فعاشقة الورد قد استقرت في خدرها الجديد ، ومُحبة الحرية كان لها نصيبُ من رفقة الجدول الصغير ، أما الأخيرة فقد اكتفت بأن خمَّرتنا بصوتها الشجي وبعض شراب التوت الذي انعشت قلوبنا به ، وماجد كان له ولعه باللعب مع أرنبه الرمادي الصغير.

ليشاركان الطبيعة مهرجانها.

مهرجان من نوعٍ خاص ... جداً.