الاثنين، 29 فبراير 2016

عـــيـــنٌ أخرى.





ها هو الصباح المختلف قد أشرقت شمسه حاملةً في أنفاس الصباح شعورٌ غريب لساكن تلك الحجرة المظلمة في عُلّية البيت ، قاوم خيوط الشمس المتسللة عبر ثقوب السقف الخشبي مثيرةً معها رائحة رطوبة الخشب ، تحسس المنضدة المتآكلة يمناه ليلتقط نظارته  السوداء مشروخة الأطراف وارتداها ناهضاً من فراشه بخمول : " يبدو أن هذا اليوم سيطول كثيراً ".

مد يده دافعاً بدرفة النافذة لكنه عبثاً حاول فهي حتماً لن تُفتح ، جذبها محاولاً فتحها لكنه لم يقدر وتحسس مفاصلها _ فهو ضعيف البصر أقرب للعمى منه إلى البصر _ وجد المفاصل خشنة الملمس فتأكد بأنها صدئة منذ زمنٍ طويل ، شعر بالحزن فهو مجدداً لن يرى الضوء ولِمَا يرى طالما " لا يحق له ذلك !" ، وقف قليلاً أمام النافذة الموصدة يصيخ السمع لشدو البلبل ذاك الواقف على غصن الشجرة ، تحسس النافذة الخشبية وضغط عليها بأطراف أصابعه قائلاً لنفسه بصوتٍ أقرب للهمس : " تحب صوته وتتمنى لو تسمعه كل صباح .. ليتها تستطيع ! " ،  في تلك اللحظة تناهى لمسامعه صوتٌ خلفه فصمت ليسمعه جيداً : " لا تقلق .. هي تسمعه .. تسمعه بقلبها " ، ابتسم بتعجب " عجباً للصدفة !، هناك من يفهمني للدرجة التي جعلته يقرأ أفكاري بهذا الوضوح والسهولة " .

ترك العنان لأفكاره تنطلق عنها وبها وأرسل رسائل خفيةً .. لها .. لن يفهمها إلا البلبل ولن توصلها إلا خيوط الصبح.