الأحد، 3 أبريل 2016

حــدث .... لــــكــــن!؟





صوتُ خطواتٍ هادئة تتناهى في ذاك الرواق ومع كل خطوة ينبض القلب نبضات أسرع عن قبلها ، الأذن صائخة تستمع بانتباه والعينان ترقب ذاك الباب الموصد والجسد متحفز لأي مباغتة ، بهدوء فُتِحَ الباب لتظهر خلفه جزء من كتف وجسدٌ قليلاً ليبين ، مع صرير مفاصل ذاك الباب القديم خلفه ظهر ذاك الجسد المخفي بظُلمة الرواق ، الحجرة شبه مظلمة إلا من ضوءٍ خافت بزاويتها البعيدة ، اقترب شبح ذاك الجسد قليلاً ومد بيمناه كأساً تميل الاتساخ داخلها سائلاً أحمر اللون.

- هذا الشراب من الضروري احتساؤه .... تجنباً للهلاك.

العينان نظرت لذلك الكأس ثم تناهى الصوت المبحوح بنبرة صوتٍ فيها من الأنفة والكبرياء الجريح ما يُسكت الرائي :

_ لا أريد .

مـُد الكأس أكثر في إصرارٍ لاحتساءه ليُقابل بالرفض والاصرار على المقاومة :

_ .......


وعلى حين غفلة أمسكت اليد الأخرى بالرأس وأُحتسي الكأس بالاجبار لكن لم تمضي أقل من بُرهة حتى رُمي الكأس عن اليد ليرتطم على الأرض ويتكسر قطعاً صغيرة ، المقاومة لا زالت والإصرار على احتساء ذاك الشراب لا زال مستمرة ، عم صمتُ مفاجئ على تلك الغرفة مع ارتطام وتحطم الكأس وبعد هنيهة تناهى صوتُ اختلفت نبرته هذه المرة للقوة والعناد :

_ لا أحد يستطيع إجباري على شيء ... لي حريتي التي لي حقُ فيها.

فترت ابتسامة غير ظاهرة من ذاك الجسد الشبحي :

_ ولا أحد يستطيع مقاومتي ... سأصل لما أريده على الرغم من أي شيء.

تلك النبرة حملت تهديداً خفياً بأن شيئاً سيئاً سيحدث ، لكن لن يحدث الشيء طالما الرغبة للمقاومة هي سيدة الموقف.