الخميس، 6 أكتوبر 2016

خـــطـــأٌ بــألـــف .









في ذلك النهار الصيفي الرائق ، في شقةٍ بسيطة التنسيق متناسقة الأثاث بألوانه الفرحة كانت سيدته النمطية تعد طعام الغداء حينما رن الهاتف الموضوع على منضدةٍ صغيرة بقرب لنافذة في حجرة الجلوس ، خرجت السيدة من المطبخ مسرعةً لتجيب الاتصال وبعد هنيهةٍ من الاتصال السريع ابتسمت وهي تنهي المكالمة وتعيد سماعة الهاتف مكانها ، سيدةٌ شرقية في بيتها كأي ربة منزل ، نفضت الرتابة عن يديها وهي تتجه لغرفة النوم كي تبدل ملابسها فهي موعودةٌ بـ " مشوار " مع أحدٍ ما ، كان السرور بادٍ على وجهها وهي تضع بعض لمسات الزينة البسيطة على وجهها الناعم ذا القسمات البسيطة ، تبتسم بارتياح تاركةً تلك القلادةً تستريح على جيدها فهي أثيرةٌ عندها.

مجدداً رن الهاتف لكن هذه المرة لم يجبه أحد فالسيدة كانت مشغولةٌ عنه بالاستعداد للخروج  وبكل لهفةٍ إلتقطت حقيبة يدٍ بنية ووضعت فيها بعض الأشياء المهمة وخرجت من الشقة بخطواتٍ بسيطة وقد نسيت الطعام على الموقد لم تطفئه " يا تُرى ما هو ذاك الشيء الذي جعلها تدرك كل شيء تفعله إلا الطعام ؟ " ، بعد دقائق فُتِحَ باب الشقة ودخل زوجها ليسمع جرس الهاتف الذي لا زال يرن في الوقت الذي اشتم به رائحة شيء يحترق ، احتار في أمره أيجيب على الهاتف أم يبحث عن مصدر الحريق ؟ لكن رأيه كان أن يجيب على الهاتف فلربما مهم!، رفع سماعة الهاتف وبرفعه ارتفعت روحه لـبـارئـها مغادراً الحياة قبل أن يدرك زوجته ذاك النهار.

والسؤال الذي يفرض نفسه في هذه الأقصوصة :

يا تُرى من المُخطئ هو أم هي ؟