الاثنين، 12 ديسمبر 2016

عــيـــون الــقــلــب






                         




فتح باب غرفتهما مُطلاً برأسه يبحث بعيونه عنها في أرجاءها حتى صدفها تخرج من حجيرة ملابسها فابتسم لرؤيتها وغافلها من خلفها _ حيث لم تنتبه  لوجوده _ مد أمام عينيها بوردةٍ حمراء ندية ، نظرت للوردة متفاجئة فهي لم تتوقع شيئاَ كهذا في ذاك الصباح، إلتفتت إليه لتجد وجهاً بشوش ينظر إليها بعشق ، ابتسمت له بعذوبة مقتربةً منه وبصوتٍ لطيف كخرير الماء قالت : لقد فاجئتني بالهدية .. شكراً لك حبيبي. ، مد يده مداعباً خصلات شعرها الأسود بين أصابعه مطيلاً النظر في عينيها ثم قال : إنه لا شيء . ، ثم أمسك بيدها لصدره مكملاً : هنا هديتكِ الحقيقية .. ذلك الذي امتلكتِ كل دقةٍ فيه.

ابتسمت فهي تعلم جيداً مكانتها في قلبه لكن الذي لم يجعلها تدرك حجم ذلك هو صمته وغموضه الدائم وخصوصاً  مع أقرب المقربين له ، غريب لماذا يفصح لها عن مشاعره فجأة وفي الصباح ؟! هناك أمرٌ ما يخفيه. ، نظرت إليه لبرهة قبل أن تقترح عليه : ما رأيك بنزهةٍ صباحية ؟. ، أومأ برأسه موافقاً فالإقتراح راق له : وهو كذلك. ، ابتعدت عنه برشاقةٍ خارجةً من الحجرة قائلةً: إذن سآمر بتجهيز اللازم ، سأوافيك بعد دقائق.
تابعها حتى أغلقت الباب فتنفس الصعداء وإلتف بجسده نحو النافذة المفتوحة بالستائر المتحركة بأثر الهواء ، اقترب حتى وقف بمحاذاتها ونظر إلى حديقة المنزل ووجد ابنه الصغير ذا العامين يلعب بصحبة خادمته الخاصة ، ابتسم حينما تذكر أن وجوده في هذه الحياة نتيجةَ قصةَ وفاقٍ  بينه وبين زوجته قبل أن يكون حُب ، تلك التي تنازلت عن أمورٍ كثيرة من حقها الحصول عليها ليقينها بأن الله تكفل بتعويضها أحسن مما رغبت وتمنت ثم أنها تعلم يقيناً بأن ما كان لا يستطيع الحصول عليه حينها سيأتي الوقت الذي يمكنه وبسهولة الحصول عليه وتعويضها عنه فهي تثق به وتعرفه جيداً لذلك أحبته ذاك الحُب الكبير.

" حـبـيـبـي ... " تنبه لصوتها خلفه فالتفت ليجدها تقف في منتصف الحجرة حاملةً بين يديها معطفه المفضل وعلى وجهها ابتسامة طفلةٍ سعيدة ، اقترب منها ليأخذ معطفه لكن أبعدته عنه في إصرارٍ لإلباسه بنفسها فهم مغزاها فاستدار كي تُلبسه ففعلت ثم طبعت قُبلتها المعتادة بين كتفيه ثم أحاطته بذراعيها لدقائق ورأسها على ظهره ، أمسك بيديها واستدار نحوها قائلاً : هيا بنا .. تأخرنا.
ردت : هيا بنا .. السيارة جاهزة وهي في انتظارنا في الخارج .
هز رأسه رفضاً: بل أنا من سأقود .. هذا الصباح لنا وبنا يحلو.

أيدته بنظراتها المُحبة ، تلك النظرات التي تحكي الكثير وأكثر من الكلام ، خرجا بأيدي متشابكةً وحُباً يكبر في كل دقيقة.