الاثنين، 29 يوليو 2019

بــوح








أشرقت شمس ذاك اليوم ليشهد كعادته يوماً جديداً كسالف عهده ، وقفتُ عـنـد النافذة أشهد مع الشمس بداية ذلك الصباح وأنا أحتسي قهوتي الفرنسية، وأفاجأ دائماً بأن نور الحجرة ما عاد قادراً على الإلمام بذلك البريق الدافيء المبتسم لي من علياءه. 

احتضنتُ كوبي وضممته لصدري وأنا أتنسم هواء الصباح العليل ملء رئتي ، ابتسمت وأنا أنصت للأنغام الهادئة ، تلك التي اعتدتُ عليها في سنيّ صباحي الأُوَل ، طرتُ معها في عالمٍ مختلف ، عالمٍ جميل، عالمٍ يزداد رونقاً وجمالاً كل صباح ويزداد عفويةً وصفاءً. 

كان المكان أجمل من أن أصفه ، والصباح أرق من أن أصوغه بالمنظوم المسطور من القول ، اكتفيتُ حينها بدفء قهوتي وعذوبة الإحساس بالشذا العابق في المكان. 

كم كان شعوراً مبهجاً حيما استفقتُ من سكرة النشوة لأجد أجمل الأشخاص في حياتي وأروعهم وجوداً في قلبي يحيطون بي إحاطة عقد الدُرَ على جيد الجميلة الخضراء من الطيّبات الحسان. 

عانقتهم وكلي سرورٌ وغبطةً وفخراً لأنهم هم من آكد أسباب الهناء والسعد في حياتي. 

أحبهم... 

نعم.. 
أحبهم 

ذلك القلب الذي يضج بخفقاتٍ دنت منهم ونطقت بهم. 
وتلك الروح التي عانقت ابتهاج نسائم أرواحهم. 
وتلك العينان التي أقسمت قسماً أن لا تجعل لغيرهم نوراً تبصر به .
ولا شعاعاً صباحياً تفيق به من غيبة النوم الطويل. 
وتلك الأنسام الدافئة لتي يجيش بها الصر في تنهيداته المشتاقة. 
سأبقى بهم ومعهم على العهد 
على العهد متجدداُ ، صادقاً 

أبــد الـدهـــر.