الاثنين، 21 سبتمبر 2015

وكــبـــرنـــا







كـــبــــرنـــا؟!

نــعــم كــبــرنــا..

كبرنا لدرجة أنا فقدنا عبق تلك الضحكة العفوية حينما يصدر عن أحدهم فعلاً مضحكاً.

كبرنا حتى أصبحنا لا نجد نكهة الأيام ولا نستطيب الأشياء كبساطة ما نعيشه.

كبرنا حتى لم نعد نثق بأقرب الناس لنا لأننا نخشى غدرهم من الحب والتقدير المتبادل بيننا وقد كُـنـَّا في الماضي نريح رؤوسنا على صدورهم الحنونة بعد يومٍ مليء بالأحداث أو لنفرغ حزناً انتابتنا لحظتها.


كبرنا حتى أصبحنا نوثق ما نتعهد به على ورقٍ وكأن تلك القصاصات هي الأصدق من كلمة شرف تصدر من مؤمن وتحفظ العهد.

كبرنا حتى صار الوهم حقيقة والكذب حقاً مطلوباً والزيف ذكاءً والغش نباهة.

كبرنا ليمضى كل يومٍ يقتل معه أحاسيس جميلة خبأناها جيداً اتقاء لغدر أنفسنا حتى أننا لم نعد نقوى على حمايتها من أنفسنا.

كبرنا وتلاشت مع سنيَّنا الأخيرة الصدق والنقاء والطهر والبراءة والإخلاص والثقة تلك التي كانت تنتابنا وتغلِّف تصرفاتنا الطفولية الجميلة.


كـبـرنـا!؟

حـقـاً كــبــرنــا !.

الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

ذاكــرة الــوجـــدان




طُلِبَ مني ترجمة نصٍ  يتألف من صفحتين فقط ؟!

تلك هي قصة إثنين أحبا بعضهما ثم افترقا..

افترقا في دربٍ واحدٍ جمعهما كثيراً.

لطالما كانا عضداً وجسداً واحداً ، كانت قصتهما أجمل قصةٍ عرفها تاريخ .

لكأنما هي من قصص عُشَّاق العرب.

كقيس وليلى

جميلٌ وبثينة

عنتر وعبلة

كقصصٍ كثيرة لأممٍ أخرى.

لكل يومٍ في حياتي طعم ..

ولكنها أكثر كآبة من أي جزءٍ من أيامي _ الماضية منها واللاحقة _ لذا أتطلع لتغيير يُدخل الفرحة إلى قلبي ويضفي الجمال والجاذبية إلى المقبل من الأيام. 

الاثنين، 14 سبتمبر 2015

تـــجـــاوز









أحيانا نتجاوز كل الخطوط الحمراء لبعض التعليمات التي نشأنا عليها ونتمرد.. نتمرد لمجرد أنها لا توافق ميولنا ورغباتنا تلك التي نحتاج لكبحها دائماً فليس كل ما نهواه صالحاً لتأييده ذلك أن القلب هو المسيطر الأول على الحياة والعقل ، العقل في منتهى عنفوانه يقودنا لاتخاذ قراراتٍ ليست في صالحنا ، علينا أن نقوي جانب العقل ونغلَّبه على جانب القلب فالمشاعر عادةً بل دائماً تُضَعِّف العزم وتخوِّر القوى. 

السبت، 27 يونيو 2015

تــحــت شــجــرة الــورد





للطبيعة حولي مهرجانها الخاص..

فحفيف الأشجار وتغريد البلابل كانت كالموسيقى الرقيقة وخرير الماء المُنساب فوق حصباء الجدول كانت كالإيقاع المُنعش والتماعة قطرات الندى فوق بتلات الورد وتحت شرائط الشمس الذهبية كانت كالأضواء المتداخلة مع الأنغام العذبة.

كل ما في ذلك المكان يبعث في النفس طرفها الفردوسي الخاص ، اتخذت لي مكاناً تحت تلك الشجرة غزيرة الورد ، جللَّني سواد عبائتي الاُثيرة وحولي توزعت الزهرات الخمس ( نائلة ، سارة ، لمياء ، حنان ، نور ) مَن تلعب مع الأخرى ومنهن من تقلدت طوقاً من الورد في رحلتها الصباحية ، نائلة وحنان كانت رغبتهما شديدة للجلوس وإياي ، عن الطبيعة كان حديثنا ومعها غنت نائلة أهزوجتها اللبنانية العتيقة :
( نسَّم علينا الهوا من مفرق الوادي .... يا هوا دخل الهوا خدني على بلادي 
يا هوا يا هوا ياللي طاير في الهوا يا هل ترى ساء وصورة سلَّم على بلادي ).

نشوة الغناء انتلقت لنا ( أنا وحنان ) فقلنا بمرح :
( ذهبٌ كانت جديلتا الحسناء     معقودةٌ بلفائف الحرير 
خامرت عيون العاشقين فأقسمت   أن لا مكان يحتوي المخمور )

نور 
سارة 
لمياء 

كان حظهن من الاستمتاع أكبر ، فعاشقة الورد قد استقرت في خدرها الجديد ، ومُحبة الحرية كان لها نصيبُ من رفقة الجدول الصغير ، أما الأخيرة فقد اكتفت بأن خمَّرتنا بصوتها الشجي وبعض شراب التوت الذي انعشت قلوبنا به ، وماجد كان له ولعه باللعب مع أرنبه الرمادي الصغير.

ليشاركان الطبيعة مهرجانها.

مهرجان من نوعٍ خاص ... جداً. 

الجمعة، 19 يونيو 2015

أعــتـاب الـزمــن











على أعتاب الزمن لا زال هناك شيء غائب ، شيء لا يمكننا إدراكه ولا الإحساس به ، شيء يمضي كشهابٍ لامعٍ في سماء صافية حتى أنه حينما يتغشاني لحظات أعجز عن الإتيان به لوصفه لكن يظل في النفس شيء يصعب إخراجه وتمثيله .
في لحظاتٍ يمكننا أن نعيش بهدوء وسلام تماماً كمن يعيشون على تلالٍ تحيطها مروجٌ معشبة أشبه بالجنان ساكنين أكواخاً بسيطة لكنهم يروها قصوراً مشيدة وأنا مثلهم لا أريد تلك القصور التي تخنقني جدرانها فأنا فتاةٌ أبسط من أن تعيش حياةً متكلفة كما عشتها تلك السنين الماضية .



قلبي لا زال ينبض ، لا زال بخير وسيبقى سعيداً مرتاحاً طالما لم يطرقه حبٌ يعذبه ولن أبحث عن ذاك الحب لأني أفضل الإبتعاد عنه وكما أسلفت أحب العيش بسلام . 

الاثنين، 1 يونيو 2015

هـــمـــسٌ صـــبـــاحــي




                                         




أشرقت شمس ذلك اليوم ليشهد كعادته يوماً جديداً كسالف عهده ، وقفتُ عند النافذة أشهد مع الشمس بداية ذلك الصباح وأنا أحتسي قهوتي الفرنسية وأفاجأ دائماً بأن نور الحجرة ما عاد قادراً على الإلمام بذلك البريق الدافئ المبتسم لي من علياءه ، تناولتُ كوبي  بين يديَّلا، ضممته إلى صدري وأنا أتنسم هواء الصباح العليل ملء رِئتي ، ابتسمت وأنا أنصت للأنغام الهادئة تلك التي اعتدت عليها في سنيَّ صباحي الأُولْ ، طرت معها في عالمٍ مختلف ، عالمٌ جميل ، عالم يزداد رونقاً وجمالاً كل صباح ويزداد عذوبةً وسخاءً.

كان المكان أجمل من أن أصفه والصباح أرق من أن أصوغه بالمنظوم المسطور من القول ، اكتفيتُ حينها بدفء قهوتي وعذوبة الإحساس بنمير الشذا العابق في المكان ، كم كان شعوراً مبهجاً حينما استفقتً من سكرة النشوة لأجد أجمل الأشخاص في حياتي وأروعهم وجوداً في قلبي يحيطون بي إحاطة عـقـد الدُرَّ على جِيدِ الجميلة الخضراء من الخَيِّراتِ الحِسَان !.

عانقتهم وكلي سرورٌ وغبطةً وفخراً لأنهم هم من آكد أسباب الهناء والسعد في حياتي .

أحـــبــهــم ..

نــعــم ..

أحــبــهـم

ذلك القلب الذي يضج بخفقاتٍ دنت منهم ونطقت بهم ، وتلك الروح التي عانقت بابتهاج نسائم أرواحهم ، وتلك العينان التي أقسمت قسماً أن لا تجعل لغيرهم نوراً تبصر به  ، ولا شعاعاً صباحياً تفيق به من غيبة النوم الطويل وتلك الأنسام الدافئة التي يجيش بها الصدر في تنهيداته المشتاقة . 

ســأبــقــى بــهــم ومــعــهــم عــلى الــعــهــد.

عــلـى الــعـهــد مــتــجــدداً..

صإادقــاً ..

أبـــد الـدهــر 

الثلاثاء، 26 مايو 2015

حـيــث أريــد







سيرة حياتي أراها كشريطٍ يتحرك بسرعةٍ أمامي ، الأيام تمضي والسنين تنطوي وأنا! ، أنا مكاني واقفةٌ في تحفز للتقدم ، أمد يديَّ دائماً في انتظار قدوم من نحب ليمسك بنا كي نمضي وإياهم لعوالم أخرى قد نجد تلك المتعة وذلك النعيم بصحبتهم ، اللحظات أجمل والوجود أكثر عمقاً واللذة أحلى من مجرد كلمة ، دائماً أتطلع لكوني رسَّامة أكثر منها كاتبة لأني هكذا أجد نفسي اللتي تزهر.

سنيناً خلت شكَّلت تلك الجواهر داخلي الشيء الكثير، الجواهر التي قيل عنها تميَّز كل إنساناً عن الآخر ، تلك المواهب النيرة التي ساعدت في رسم خارطة الطريق للبشرية ، الناس اختلفت مشاربها واختلفت فيما بينها ولكن أياَ منها لم يكن يشبهني ولا أريد أن تشبهني .

في نيتي أن أرسم خارطة طريقي بالحبر السري كي لا تُدنَّس قدسيتها في قلبي .


السبت، 9 مايو 2015

هـــذيــــان








حياتي تتكرر كشريط من فصول قصة.

قصةً لم يكتبها كاتب.

لوحةً ام يرسمها رسام وربما جدارية منقوشة بـمسامير آشور

هي أسطورةٌ كتلك التي يسمونها " أسطورة أغسطس " . 

نــعــم ... 

ألم تسمعوا بها من قبل ؟ ... ولا أنا في الحقيقة . 

قد أكون كـ " عشتار " أو كـ " هيلين " العاشقة اليونانية الأسطورية . 

هــكــذا أنــا.. 

قد أحب وأتمسك بهم لأجعل حياتي أكثر راحةً وسلاماً ، قد يأتي يوم وأتنازل ببساطة عن ذلك الحب ، أتدرون لماذا ؟ 


لا لا لا.... 

سأبقى هذا الأمر في الأعماق ولن أبوح لأي مخلوق حتى ذلك الحبيب القادم بـ" سـلام " ، حكايا الحُب مؤلمة فعلاً .. لأنها تكسر فرحة قلبٍ لن يؤمن يوماً بذلك القانون الذي سأعمل جاهدةً على أن لا أتخطى حدود البقاء بعيداً عن تلك الشواطئ ، شعورٌ بالأمان والسلام يغمراني بمجرد تركي لكل تلك " الـتـفـاهـات " تمضي في طريقها إلى اللاشيء. 

أعــذرونــي ... 

هــي مــجــرد هــذيـان فـكـرةٍ مـسـائـيـة. 


الأحد، 1 مارس 2015

مــشــاعــر







بالكثير من التأمل لأحداث الحياة جديدها وقديمها جميلها وقبيحها نجدنا نقف _ أحياناً _ بحيرةٍ أمام بعض التساؤلات والتأملات لتلك التغيرات والكثير الكثير من الرغبة ِ في الاختفاء من كل سببٍ لألمٍ ينتاب دواخلنا باستمرار ، أكاد أجزم بأن بعض الأحداث لم نكن نرغب بحدوثها أو انصراف القلب عنها ، مشكلةُ أننا نُجبَرٌ عليها _ أحياناً _ وشيءٌ صعبٌ  أن ننصاعً لها رغم ما تسببه لنا من ألم .

من المشاعر ما تتملكنا لدرجة أنها تستحوذ حتى على الوقار والهدوء الذي يرافق ساعات الخلوة مع النفس تلك التي تضطرنا لتصرفاتٍ لم نكن نفكر بها أو نضعها ضمن حساباتنا وهذا ما أنهى آخر عهدي بذلك الوقار الذي اكتنفني سنيناً _ مع أنه لا يناسبني البتة _ الطفولةُ مع بعض الجنون بالضبط ما يشعرني بالسعادة ، أريد أن أشعر بطفولتي وجنون العفوية ، أريد أن أصعد لسطح المنزل وأصرخ ملء قلبي لأفصح ما به دون تردد أو خوف ، كم أشتاق لهذا الجنون ، لهذه التلقائية والعشوائية والعفوية ، أريد تلك الفوضى اللذيذة حيث لا يستلزم مني أي ترتيب ٍ مسبق لتفاصيل اليوم فتفاصيل حياتي .
لفتاةٍ نشأت وعاشت ظروفاً جعلتها أكبر من عمرها بكثير تبدو هذه الرغبات والأماني صعبةٌ بل مستحيلة التحقق ، ليس يأساً ولكن لأني أعرف من أكون وكيف ينبغي أن أصير لذا سألزم وقاري وهدوئي وسني هرمي المبكرة .

شيء مـن...!






by :my camera 


أحياناً للصمت لذة .. لغة .. معنى..

للصمت جواب على الكثير من الأسئلة وشيء من حيرة ، ليس من الإنصاف في أن ندعي جزماً أن للصمت علامةً على الضعف والرضا .. أحياناً  يكون الصمت بالغ الثراء وبالغ القوة.

في زيارة جميلة قدمت لي صديقتي طبقاً  من حلوى أحبها " لفائف القرفة " مع فنجان قهوة ، كدت أن أتورط فيها من فرط شهيتي لكن كبحتُ شهوة نفسي امام هذا الإغراء الكبير واكتفيت باحتساء قهوتي الشقراء مع ابتسامة متكلفة ، قلتُ في نفسي " يا إلهي ماذا سأفعل ؟! أكاد آكل الطبق بما فيه ! " بعد هنيهة قدمت لي طبقاً من عشقي الأزلي " الشوكولاتة بالمكسرات "  ولأكون صادقة فقد إلتمعت عيناي ببريق السعادة حين رؤيتي للقطع تتماهى أمامي لكن أيضاً قاومتُ رغبتي بشجاعة وأصررتُ على الالتزام بالوعد حتى نهاية الزيارة وحين عودتي للمنزل فاجأني ضيفي بزيارةٍ غير معهودة ولسان حاله يقول " هزمتكِ أخيراً " وتكريماُ للضيف قمت بضيافته ثم ودعته في نهاية يومي وشيء من إصرار التحدي يدفعني لأستمر، كُنتُ قد رفعتُ شغار " مهما فعلت بي فلن تهزمني " ، أنا في حربٍ ضروس منذ بدايتي معه ولا أعلم إلى متى ستستمر.